افتتاحية الأزمنة
وجهان لعملة واحدة، يظهران القبح في صوره المتعددة، بشاعة الكراهية، قماءة الاستعباد، اللتين تقفان أمام جدليّة الحقّ
العربي والإسلامي، لا يسرّ أيّ متطلع إليه، ولا مطّلع عليه، فالذي يراه المواطن، من خلال ما تظهره وسائل إعلامه وحركة
الديكتاتورية الوطنيّة أو الاستبداد العادل تشيران أن المنظومة البشرية لا تحكم إلا بالديكتاتورية المسكونة في جوهر الإنسان
لماذا؟ لأني أكتب للتاريخ، الذي ينتظر ما أكتب، والتاريخ أمام، والمستقبل أيضاً على العكس تماماً، مما عرف من الموروث،
بحكم أنّ كلَّ شيء ينتهي ما دام أنّه موجود بين نقطتين، وجميع الكائنات الحية منحصرة بينهما، أي إنّ النهايات محققة من دون
هل هناك منها الكثير، وعمر ديمومتها الفكري والزمني تبدأ من الرابطة الأسرية، تظهرها علاقاتها فيما بينها، وانعكاسها على
مدينتان، عاصمتان، صاغتا حقيقة الأرض وصورتها الإيمانية وروحانيتها الأممية، ظهرت بينهما المئذنة التي لولاهما لما كانت
مؤكّدٌ من خلال التفكير الجمعي، وانتشار تعدّد الآراء في المحيط المادي واللامادي، حيث تؤدي إلى نضوج الحلول للمعضلات التي
للاهتمام والسعادة، مستمرة من دون توقف، متدفقة بالمفاجآت، فيها التألق والتأنق، الإيمان والكفر والفكر، الغنى والفقر، العهر
تحالفات للاختلاف لا للائتلاف، تصديقات على عقود وعهود ومواثيق تتبعها مشاريع مخططة ومائعة وضائعة ومنفلته تلج النور، أو تبقى في الظلمة تضيء لذاتها أولاً وأخيراً، تنتهي خراباً أو تستمر تتبعه بحثاً عن كفاءات ومنفذين. نشطاء يؤيدون أو يدينون، إسهامات
الحرب غايتها التدمير، الاقتصاد ينجز الطمع، والاستزادة بلا توقف، بلا هوادة، ما يؤدي للخلاف الذي إذا استعر، كانت منه الحروب، الأديان
بعد أن تراكم سوء الظن بها، وانهار المرتجفون أمام فقدانها من رؤوسهم، وانكشفت نظم المؤامرات والمتآمرين
إضافة إلى المستذئبين والمستكلبين وآكلي لحوم البشر، وحديثاً الداعشيين بسماتهم الذبح ورهبته، والحرق وبشاعته،
لم يذكر التاريخ أنّ امرأة غدت نبياً، أو رُسِّمت بطريركاً، أو وصلت لمرتبة الولي، لماذا؟ لأنّها رمز الحبّ، والحبّ لا يعرف
الروحي مخيَّر، جميع المصنوعات مسيَّرة، آلات، سفن، طائرات، حاسبات، مركبات، على اختلاف ما تحتاجه نظم وجود
إلى أين تتجه الأمور في فرنسا بعد احتجاجات السترات الصفراء؟